26
آذار
عقدت الهيئة التنفيذية للحزب اللبناني الواعد، اجتماعها الدوري برئاسة رئيس الحزب فارس فتوحي، وناقشت المستجدات المحلية الاقليمية، واصدرت بيانا جاء فيه:
بدا جليا ان جولة وزير الخارجية الاميركية الشرق اوسطية الاخيرة التي اختتمها من لبنان، لم يكن لها سوى هدف واحد بث الفتن والفوضى في المنطقة، اذ ما ان غادر بيروت عائدا الى بلاده، حتى بدأت اسرائيل بدكّ غزة من اجل تدميرها، متحججة بصاروخ سقط في تل ابيب.
وقد ترافق القصف الصاروخي الوحشي الذي لم يرحم احدا، مع مسرحية "مقززة" دارت فصولها في البيت الابيض، وكان بطلاها الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث وقّع ترامب على قرار اعتراف رسمي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، التي احتلتها إسرائيل عام 1967، في مشهد رفضته ودانته معظم دول العالم.
وامام هذا الواقع لا بد من السؤال، كيف يحق لرئيس دولة مهما علا شأنه ان يقتطع ارضا من دولة ويمنحها الى دولة اخرى؟! متجاهلا هوية ابنائها وتعلقهم بارضهم. في حين ان مثل هذه التوقيعات لا قيمة لها، فالجولان كانت وستبقى ارضا عربية سورية مقاومة، لا يمكن التخلي عنها.
وفي هذا المجال، فاننا نطالب الدول العربية وجامعة الدول العربية التي اصدرت بيانات الاستنكار، الا تكتفي بالمواقف التي لا تخرجها من الحضن الاميركي، بل ان تتحرك فعليا، ازاء الاغتصاب الجديد لارض عربية... وقد يكون هذا الموقف الاميركي- الاسرائيلي مناسبة لعودة سوريا الى مقعدها في الجامعة العربية، والبحث فيما يتهدد العرب من ازمات، بدل التلهي في تبادل التهم التي ثبت عدم جدواها، لا سيما بعدما نجحت سوريا بقيادة الرئيس بشار الاسد في الانتصار على الحرب العالمية التي خيضت ضدها.
ولا بد من التذكير، انه لولا المقاومة والدفاع المستميت عن الارض الذي بذله حزب الله، لكانت ارض جنوب لبنان عرضة للاغتصاب ايضا وورقة تتقاذفها مصالح الدول كما هو حاصل الآن اليوم في الجولان.
من جهة اخرى، لا بد من التنويه بزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى روسيا، التي تؤكد ان الدول الكبرى تفتح ابوابها للرئيس اللبناني من اجل الاطلاع منه على حقيقة الموقف.
ومعلوم ان الرئيس عون، وضع في اولوية الملفات التي سيطرحا في موسكو، ملف عودة النازحين السوريين الذي يرزح لبنان تحت ثقل استضافتهم، لا سيما بعدما ثبت ان الموقف الاوروبي غير مبال لا بما يعانيه لبنان، ولا المأساة التي يعيشها هؤلاء النازحون، من هنا نجد ان المبادرة الروسية هي الوحيدة القابلة للحياة، ولا بد من تفعيلها، وبدء بتنفيذها فعليا، وباسرع وقت ممكن