إن الثقة بالمواطَنة هي أساس البناء الديمقراطي والتنمية المستدامة، وكل الدساتير أجمعت على أنّ الشعب هو مصدر السلطات، لكن سلوك التقاعس والإستقالة والتشاؤم والنقّ المستمرّ هو الذي عطّل سلطة الشعب. من هنا على المواطن أن يفكّر شمولياً ويبدأ العمل محلياً، لأنّ التنمية لا تحصل من خلال أنظمة وقوانين مكتوبة مهما كانت متطوّرة وعصريّة بل من خلال شراكة كاملة بين السلطة والمواطن. فمن المكان الضيّق نتوسّع ونعمّم الصالح بروح المنافسة بين القرى والأحياء، وهذا يكمن في انخراط الفرد في مجموعات أهليّة غير رسميّة تراقب وتُساءل السلطات المحليّة وتخلق مجموعات ضغط وعمل مؤلفة الأهالي. ولأنّ البلديات قد تكون صورة مصغّرة عن السلطة المركزيّة فإنّ خلق مجموعات عمل من قبل الأهالي يجبرها على اعتماد الإصغاء والمشاركة والتمكين.