23
شباط
بينما تنكب الأحزب والقوى السياسية على تشكيل لوائحها التنافسية، نأى "الحزب اللبناني الواعد" الحديث النشأة بنفسه عن هذا الاستحقاق لاعتبارات ذاتية، حيث يرد رئيس الحزب فارس فتّوحي أسباب عدم ترشحه أو ترشّح أي من قيادات "الحزب اللبناني الواعد" للانتخابات النيابية الى أنه بعد نحو سنة على تأسيس الحزب فإنه من المبكر جداً خوض هذه التجربة لأن الترشيح يفترض أن يكون نتيجة مسار طويل وخبرات مكتسبة في مقاربة الشأن العام والعمل السياسي، وليس فولكلوراً موسمياً.
ويقول فتوحي في حديث لـ "ليبانون ديبايت" إنّ "الأولوية بالنسبة للحزب في الوقت الراهن هي لصناعة قيادات حزبية شابة وواعدة لتكون جاهزة في المستقبل وقادرة على خوض غمار العمل السياسي بتمرّس وجدية".
أما بشأن تركيز الحزب للمرحلة المقبلة، فيلفت فتّوحي الى أنّه العمل الحزبي المتين يتطلب جهداً ومثابرة ووقتاً كافياً وقد لا تظهر نتائجه بين ليلة وضحاها, لافتاُ الى أن "الحزب اللبناني الواعد" يركّز كل جهده في هذه المرحلة على تمتين الكوادر الشبابية وتعزيز قدراتها, وعلى درس امكانية انشاء معهد تدريبي لهذه الكوادر يمكّنها من تسلّم مهام قيادية والعمل في الشأن العام.
وعن رأيه بالمشهد الانتخابي فيقول فتّوحي إنّ الأحزاب والقوى السياسية أثبتت أنها غير مؤهلة أو حاضرة لخوض الانتخابات على أساس النظام النسبي الذي له شروطه ومفاهيمه الخاصة وأهمها الانتقال من صراع المحادل الى صراع المشاريع والبرامج الانتخابية.
أما عن المشهد السياسي بعد الانتخابات فيشير فتّوحي الى أن تجربة النظام اللبناني بعد الـ2005 أثبت أنه ديموقراطي توافقي لا تتحكم به الأكثريات العددية وتحديداً النيابية، وهو نظام مطمئن للتوازنات الطائفية والمذهبية. وبالتالي إنّ تحقيق أي فريق لأكثرية نيابية لا يعني استفراده بالحكم في السلطة التنفيذية تحديداً لا بل هو محكوم بأن تكون الحكومة ممثلة لكل القوى السياسية على اختلاف أحجامها على أن تحظى الأقلية النيابية بالثلث الضامن".
وأضاف, "فقد سقط اصطفاف 8 و14 آذار مع انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بدليل التحالفات المطروحة راهناً. وبالتالي لا قدرة لأي فريق السيطرة على مجلس النواب، واذا كان المقصود هو الثلث النيابي فإن العديد من القوى السياسية ستتمكن من حجز ثلث لها. أما اذا المقصود هو الانقسام حول سلاح حزب الله، فقد صار الجميع موافقاً على هذا السلاح ولكن كل على طريقته".