مقدمة
يعاني الشباب اللبناني على إختلاف إنتماءاته وتوجهاته من تدهور الوضع الإقتصادي والسياسي في لبنان نتيجة النظرة التقليدية في التعاطي مع مشاكل البلد، كما يشعر بأنه عنصر متلقي فقط. هو يمتلك الطاقة والمعرفة اللازمتين للتغيير نحو الأفضل من دون إستغلالهما بما يخدم مصلحة الوطن. من جهة أخرى، بقيت حقوقه الأساسية غير مكتسبة وفي صدارتها: الطبابة المجانية، وضمان الشيخوخة لاسيّما الخدمات العامة شأن الكهرباء والماء والطرقات... فهل يُعقل أن يبقى واقع لبنان المأساوي على حاله بعد مرور أكثر من 25 عاماً على إنتهاء الحرب اللبنانية؟ واقع مرير أفقد اللبنانيين وخاصة الشباب منهم الثقة بلبنان وجعلهم يفكرون بالهجرة بحثاً عن مستقبل أفضل خارج ربوع الوطن. يسعى الحزب اللبناني الواعد إلى إعطاء الشباب فرصة للتوعية حول دورهم في الإصلاح السياسي والإقتصادي في لبنان ليتحولوا في مرحلة لاحقة إلى شركاء في صنع القرار السياسي. إن العبور إلى النموّ والتطوّر لا يتحقق إلا بعد مكافحة الفساد، ومنع الهدر في المؤسسات العامة، وتشجيع الإستثمار، وإعتماد اللامركزية الإدارية، وتعزيز الإنماء المتوازن، والمباشرة بإستغلال الثروات الطبيعية مع الحفاظ على البيئة. كل ذلك لن يتحقق في غياب أحزاب وطنية بكل ما للكلمة من معنى. وطنية بتكوينها العابر للطوائف والمذاهب، تجمع المسلم والمسيحي على طاولة واحدة في خندق واحد، خندق الدفاع عن الوحدة الوطنية والعيش المسترك. وطنية بتعلّقها بلبنان، وطن الرسالة وحرّية المُعتقد. وطنية بإعتمادها على الشباب كمكوّن أساسي في عملية النمو والتطوّر وبإفساحها المجال له للتقدم وتبؤ أعلى درجات المسؤولية والقيادة. وطنية بتفضيلها لمصلحة بلدها على المصالح الطائفية والمناطقية والخارجية. بالفعل نحن بأمسّ الحاجة إلى أحزاب وطنية جديدة، تُجدد الحياة السياسية وتُخرجنا من حالة العقم السياسي لننقذ ما تبقى من وطننا الحبيب، لبنان.
نقطة التحوّل
وكان القرار السياسي بتأسيس الحزب اللبناني الواعد
شعارنا: وحدة... شباب... تجدّد
هي دعوة إلى الشباب اللبناني لنبذ الخلافات والتوحّد حول القضية الجامعة، قضية الوجود الحرّ والعيش بكرامة قبل فوات الأوان. تنظيمنا يعتمد على الشباب كمكوّن أساسي في عملية النموّ والتطوّر، يسلّط الضوء على المعضلات الإجتماعية والإقتصادية وقضايا السياسة الداخلية والخارجية ويضع لها الحلول ويُخرج الطاقات من نطاقها الضيق إلى رحاب الوطن الواحد، ويعتمد الشفافية في العمل لمستقبل يجذب الطاقات والرساميل إلى الداخل اللبناني، ويؤمن فرص العمل، ويحدّ من هجرة الشباب، ويسعى إلى تشجيع الشباب على إستلام مناصب في السلطة. إنّ الحزب اللبناني الواعد يجسّد إرادة الشباب اللبناني وطموحه ويعتمد كل الوسائل للمساهمة في إيجاد الحلول ويسعى إلى تعزيز مقوّمات الصمود المدني بوجه الإنهيارات المتتالية في شتّى المجالات بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة. إنطلاقاً من هنا، يدعو الحزب إلى إطلاق المبادرات لإستنهاض الطبقة المغيّبة والتي تشكل صمام الأمان للمجتمع، فمن خلال تلك المبادرات الفردية أو الجماعية، تتكوّن شبكة إقتصادية وإجتماعية تحفّز اللبنانيين لإيجاد الحلول والبدائل للمعضلات والمشاكل. إن حجم التراكمات الناتجة عن تقصير الدولة عموماً يجعل من حلّها شأناً يعني الجميع إذ يتعذر على شخص أو مجموعة أشخاص الإدّعاء بإمكانية تحقيق التغيير الكلّي، وبالتالي إن الحزب اللبناني الواعد يريد بهذه الصرخة دعوة الجميع إلى التعاون بما فيه الخير العام دفاعاً عن حق الفرد في الحصول على أبسط حقوقه المشروعة، وحق الوطن بالتطوّر والنمو من خلال طبقة سياسية جديدة مكوّنة من الكفاءات الشبابية المُستبعدة عن سلطة القرار.
الرؤية السياسية
الحزب اللبناني الواعد هو حزبٌ سياسي تأسّس عام 2016 وإستحصَل على علم وخبر من الدولة اللبنانية. يستمدّ الحزب مبادءه ورؤيته السياسية من معطيات أساسية تحكم الحياة السياسية في لبنان. إنّ معاناة الشعب اللبناني متعددة الأسباب ومرتبطة إرتباطاً وثيقاً بطبيعة النظام اللبناني الطائفي القائم على عائلات سياسية تُسيطر على المشهد العام منذ عشرات السنين ، وهي تبقى عاجزة عن إيجاد حلول للمعضلات والمشاكل العالقة بسبب إستبعادها للكفاءات الشبابيّة والطاقات اللبنانية المبدعة كون هذه الطبقة الكفوءة قد تشكل وبحسب القيّمين على الأحزاب التقليدية الحاكمة هاجس التسبب بتغيّرات جذرية في بنية هذه الأحزاب وفي نتائج إنبثاق السلطات فيها، بمعنى آخر، سيشكل هؤلاء الشباب تهديداً لرؤساء هذه الجمعيات السياسية من خلال إحتمال المنافسة المباشرة أو تغيير الحلقات القيادية وتحويلها من مجموعات موالية بشكل مستمرّ إلى أخرى تعتمد الديمقراطية وحريّة التعبير والمعارضة، وبالتالي لم ولن يجد الشباب اللبناني الكفوء طرقاً معبّدة لمشاركته في صنع القرار. إنطلاقاً من هذه الوقائع، يُشكل الحزب اللبناني الواعد منصّة ديمقراطية لهؤلاء الشباب المُستبعدين عن الحياة السياسية والرافضين لمنطق التبعيّة والإستزلام لأصحاب النفوذ كما يوفّر لهم مناخاً مؤاتياً لتقدمهم وتطورهم ضمن هيكلية حزبية عصرية ومتقدمة. إنّ الحزب اللبناني الواعد يرى أنّ أوراق العمل ومشاريع حلول المشاكل السياسية والإقتصادية الراهنة ضرورية لكنّها تبقى غير كافية بدون طبقة شبابية متجددة.